القائمة الرئيسية

الصفحات

ملخص كتاب نظرية أفعال الكلام العامة

 

 

ملخص كتاب نظرية أفعال الكلام العامة لجون أوستين

 

تُعتبر نظرية أفعال الكلام العامة لجون أوستين أول محاولة تجاوزت ما قدمه الطرح الأرسطي في كتابه "الخطابة". وأنشأ أوستين هذه النظرية بعد تأثره بفيلسوف اللغة فنجنشتاين الذي يعتبر بأن المعنى هو الاستعمال، وتقوم هذه النظرية على وصف الظواهر اللغوية والأساليب الكلامية وتفسيرها من جهة الاستعمال (التداولية).

وألقى جون أوستين عددا من المحاضرات في أوكسفوردوفي هارفارد؛ حيثألقى فيها اثنتي عشرة محاضرة تم تجميعها بعد وفاة أوستين سنة 1962، وتم تسمية الكتاب " كيف ننجز الأشياء بالكلمات؛ وقد قسّمه إلى اثني عشر فصلا، واختص كل فصل بنظرية معينة:

الفصل الأول: العبارات الإنشائية والخبرية

الفصل الثاني: شروط مطابقة مقتضى الحال في الإنشاء

الفصل الثالث: الخروج عن مطابقة مقتضى الحال: عدم توخي قصد النظم

الفصل الرابع: الخروج عن مطابقة مقتضى الحال: القدح في صلاحية الاستعمال

الفصل الخامس: في إمكان وجود ضوابط اختبارية ومعيارية للعبارات الإنشائية

الفصل السادس: العبارات الإنشائية الصريحة

الفصل السابع: الصيغ الفعلية والعبارات الإنشائية الصريحة

الفصل الثامن: فعل الكلام، قوة فعل الكلام، ولازم فعل الكلام

الفصل التاسع: في التفرقة بين قوة فعل الكلام ولازم فعل الكلام

الفصل العاشر: في تعارض اسم الفاعل (في حال قول القائل) واسم الفاعل الدائم

الفصل الحادي عشر: ضروب الإثبات، العبارات الإنشائية وقوى أفعال الكلام

الفصل الثاني عشر: أصناف قوة فعل الكلام

 

عارض أوستين المنظور الفلسفي التقليدي القائم على أن الجمل التي تستحق التحليل والدراسة، هي الجمل الوصفية، أي التي تخضع لمعيار الصدق والكذب، إذ أوضح بأن الجمل تختلف بحسب نوعها (جمل وصفية: تصف حدثا أو حالة معينة دون فعل، وجمل إنجازية: تنجز فعلا وقولا في آن واحد)

معيار (صدق/ كذب) في الجمل الوصفية

ومعيار (نجاح/ فشل) في الجمل الإنجازية)

من خلال ما سبق يتضح بأن جون أوستين ارتأى إلى التفريق بين العبارات الإنشائية، ونظيرتها الخبرية عن طريق توضيح خصائص كل واحدة منها. والغرض من التلفظ بالعبارة الخبرية هو وصف وقوع الحدث (صادقا كان، أو كاذبا)، أما العبارة الإنشائية فتسلك مسلكا آخر لوصف ذلك الحدث، وهو مسلك الاستعمال أي ما هو متداول؛ أي لا تسعى إلى إثبات حال أو ظرفية معينة، بل تتجه لإنجاز سلوك معين.

مثال: التلفظ بجملة "أقبل أن تكون هذه المرأة زوجتي الشرعية" لا يعني الاعتراف بخبر ما ليتم نشره، وإنما المقصود هو الرضى بالزواج من تلك المرأة.

يطلق أوستين على هذه التلفظات: العبارات الإنجازية لتميزها عن العبارات الوصفية التي تُكنّى بها الأقوال الخبرية.

يتضح من كل هذا أن كل جملة إنجازية، هي جملة وصفية تصف قضية معينة في جملة ما، فتحكم عليها بالنجاح أو الفشل. وقسّم أوستين في هذه النظرية الجمل إلى: جمل إنجازية ظاهرة، وجمل إنجازية ضمنية.

 

وحاول جون أوستين في المرحلة الثانية مراجعة وتعديل هذه التقسيمات والشروط التي وضعها للتمييز بين الأفعال الإخبارية والأفعال الأدائية، فاهتدى إلى أن الفعل الكلامي مركب من ثلاثة أفعال تشكل كيانا واحدا وهي:

والفعل الكلامي هو المقام الأول الذي يؤدّيه الفعل السلوكي من قِبَل المتكلم، أثناء إتيانه للفعل اللغويرغبة في إنجاز مقتضى عملي.

فعل القول: acte locutoire

ويراد به إطلاق الألفاظ في جمل مفيدة، ذات بناء نحوي سليم، وذات دلالة، ففعل القول يشتمل على المستوى الصوتي، وهو التلفظ بسلسلة من الأصوات. وأما المستوى التركيبي: فيؤلف بين مفردات طبقا لقواعد لغة معينة. أما المستوى الدلالي: فيعتمد توظيف هذه المستويات حسب معان وإحالات محددة. فقولنا مثلا: إنها ستمطر. يمكن أن نفهم معنى الجملة، ومع ذلك لا نعلم هل هو إخبار، أم تحذير من الخروج في رحلة، أم أمر بحمل مظلة.

فعل متضمن في القول: Acte illocutoire

الفعل الإنجازي الحقيقي، إذ أنه عمل ينجز بقول ما، وهذا هو القسم هو المقصود من نظرية الأفعال الكلامية برمتها. ويقصد به ما يؤديه الفعل اللفظي من وظيفة في الاستعمال كالوعد، والوعيد، والنصح، والتحذير، والشهادة، والتأكيد...

ويرى أوستين أن المتلفظ بالفعل قد يكون قائما بفعل ثالث هو التأثير في المخاطب، وهذا الفعل يسمى الفعل الناتج عن القول.

الفعل الناتج عن القول: Acte perlocutoire

وهو الأثر الذي يحدثه الفعل الإنجازي في السامع، أو المخاطب، سواء أكان تأثيرا جسديا، أم فكريا، أم شعوريا (الخوف، الهرب، تعديل السلوك، إقناع، تضليل...)

وقد أدرك أوستين أن الفعل اللفظي لا ينعقد الكلام إلا به، وأن الفعل التأثيري لا يلازم الأفعال جميعا.

وقام أوستين في الفصل الأخير ( الفصل الثاني عشر) بتقديم تصنيف للأفعال الكلامية على أساس ما سماه قوتها الإنجازية فجعلها خمسة أصناف وهي:

1-  القرارات التشريعية Verdictives 

وهو كل فعل يدل على حكم يصدره مُحكَم أو حكَم

2-  الممارسات التشريعية Exercitives

هو كل فعل يعبر عن اتخاذ قرار أو ممارسة في صالح شخص أو ضده.

3-  ضروب الإباحة Commissives

هو كل فعل يعبر به المتكلم عن وعد أو تعهد بفعل شيء.

4-  الأوضاع السلوكية Behabitives

هو كل فعل يعبر عن سلوك أو سيرة المتكلمين الاجتماعي.

5-  المعروضات الموصوفة Excpositives

وهو كل فعل يؤتى به لتوضيح وجهة نظر أو بيان الرأي وذكر الحجة.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات